السر فى حذف الفاعل....

[b]قال تعالى( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غير المغضوب عليهم " )
لماذا اسند الله تعالى الفعل الى الفاعل فى هذه الجمله( أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
وما سبب بناء الفعل للمجهول فى جملة( المغضوب عليهم )؟؟

قال ابن القيم اضاف النعمة اليه ,وحذف فاعل الغضب لوجوه:
منها:أن النعمة هى الخير والفضل,والغضب من باب الانتقام والعدل, والرحمة تغلب الغضب,فاضاف الى نفسه تعالى أكمل الامرين واسبقهما واقواهما.
وهذه طريقة القرآن فى اسناد الخيرات والنعم اليه,وحذف الفاعل فى مقابلتهما,كقول مؤمن الجن( : {وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}،
الوحه الثانى:أن فى حذف فاعل الغضب من الاشعار باهانة المغضوب عليه وتحقيره,وتصغير شأنه ما ليس فى ذكرفاعل النعمة من اكرام المنعم عليه والاشادة بذكره, ورفع قدره
**التمس ابن القيم عللا لطيفة لاثبات الفاعل وحذفه فى قوله( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غير المغضوب عليهم)

فقد اضيفت النعمة الى الله تعالى اذهى فضل ورحمة,وصفة كمال وجمال,فأولى ان تنسب اليه سبحانه,وحذف في مقابل ذلك الفاعل فى (المغضوب عليهم)حيث بني الفعل للمجهول,لأن صفة الغضب بعيدة عن الكمال والجمال,فلم تضف اليه تعالى,واسناد اكمل الامرين الى الله تعالى هى طريقة القران الكريم.